Blog | مقالات
حبّة اللؤلؤ أم لآلئ المحبّة!؟
الوحدة: ١٩-٦-٢٠٢٤
ليس بمقدورك أن تترك رواية (جُمان، حبة اللؤلؤ) تنتظر طويلاً بعد أن تكون قد بدأتَ قراءتها، فمن الصفحة الأولى تجد فيها مايستعجلك ويدعوك إلى التفاعل ومن ثم إلى التعبير.
كل الحكاية: نحن… إنهم بشر نكاد نعرفهم، يتحركون حولنا وبيننا وكأنهم يتقصدون ملامسة أرواحنا.
صحيح أن شخصيات الرواية تتشابك وتتباعد بطريقة، أو بأُخرى لكن من الملفت والواضح معاً بأن الأديبة مها قباني قد أجادت “صناعة” نماذج بشرية عملت على ربطهم وتوحيدهم بملامح داخلية عميقة لاتلبث أن تطفو على السطح فتصل إلى القارئ بسلاسة وبشفافية.
خلف أشخاصٍ تتباين طباعهم وبيئاتهم وظروفهم يجد القارئ قاسماً مشتركاً لربما لم تقصد صاحبة الرواية رسمه لكنه ارتسم بشكل عفوي ليُسهم في ” تفرّد” أسلوبها وليعكس فِكرها ويقينها الذي يعرفه كل من اقترب منها.
هناك أحداث وانفعالات وردات فعل من كل شكل ولون تنبع من أنفس بشرية غاية في الطبيعية وبعيدة عن التزييف، وعبر هذه “التشكيلة” من التفاعلات يكتشف القارئ شيئاً جميلاً قيّماً وغريباً بنفس الوقت، يجمع مابين كل هذه الشخصيات، ألا وهو الحب.
في داخل كل شخصية “مؤونة” من الحب تشرح وتفسر دورها ووظيفتها ودوافعها. لا مكان للشر حتى في أعماق أكثر الشخصيات عُنفاً (أبو صخر)، فمنبع قسوته وعنفه هو هيامه المجنون بجُمان ومايصدر عن الحارس الشخصي هو كناية عن حبه اللامتناهي للبطلة وعن استعداده لفعل المستحيل بدافع الحب فقط.
في رواية (جُمان حبة اللؤلؤ) لا مكان للشر المتجذر، هناك ظروف سيئة وقاسية خلقت مواقف معينة، لكن هناك سلاماً ومحبة وطيبة تنضح بهم هذه الرواية وكأن الأديبة مها قباني أرادت وبكل تصميم دعم إيمانها بالمحبة واللاعنف فبرعت في زرعهما بين صفحات روايتها لتمنحها لوناً متميّزاً لابد أن يلقاه كل من يقصد قراءة تحليله.
د. سوسن الضرف
جمان حبّة اللؤلؤ
رواية من تأليف مهى قباني
أَسعدَ اللهُ مساءَكم بكلِّ خَير
هذه هي الروايةُ الثانيةُ التي أتوقّف عندها لكاتبةٍ مِن اللاذقيّة.. أَهو قدَري معكنّ أَم إنّ حظّ الساحل مِن الأديبات أكثرُ من حظّ المحافظات الأُخرى؟ وقد صرّحتُ بذلك للسيّدة مها.
مهما يكن فإنّها ملاحظةٌ جديرةٌ بالوقوف عندها. وقد حاولتُ إحصاءَ أَديبات الساحل مِمّن لهنّ كتابٌ مطبوع، فكنتُ أمام عددٍ لا بأس به، ما شاءَ الله.
واليومَ أَتوقّف عند رواية جُمان للكاتبة مها قبّاني.
حكاياتٌ عديدةٌ اجتمعَت لتشكّل في النهاية هذه الروايةَ. والحقّ أَنّنا أَمام قصّتَين رئيسيّتَين:
١. قصّة حياة التي فقدَت ابنها ثمّ رأت في ابن جيرانها نديم صورةَ ذاك الابنِ المفقود.
٢. وقصّة نديم الذي فقدَ محبوبته التي اجتمع بها على مقاعدِ الدراسة.
ثمّ تقعُ الحربُ لتلتقيَ عدّة عائلات في حيّ ساحليّ، لكلٍّ منها حكايةٌ. ثمّ تتقاطع تلك الحكاياتُ لتجتمعَ هاتان القصّتان الرئيستان مِن خلالها، عبرَ حبكةٍ أجادت الكاتبة في نسج أطرافها بمهارة، فكانت الساردةَ التي تنظر إلى أحداثها من علُ، مكتفية بالسرد الحياديّ. ولكنّنا نلمح أصابعها وهي تحوك بعض الحوارات وتَرسم بعض المشاهد.
لقد كان للحرب على سورية دورُ المحرّض على خلق الأسباب المهيّئة للأَحداث الرئيسة في الرواية. فهي التي جمعَتِ العائلاتِ، وهي التي فرّقتِ الناس بعضَهم عن بعض، وهي التي كانت وراء حالة ضَياع جيلٍ كامل، وهي التي شرّدتِ الفتياتِ عن عائلاتهنّ، فامتهنّ مهنة الدعارة، أقدمَ مهنة في التاريخ.
وهنا تنقلنا الكاتبة إلى عوالمَ خفية مسكوت عنها، إلى كواليس الملاهي وما يجري في الغرف المعتمة وما حولها من أضواء خادعة.
كل ما في الرواية واقعيّ بالمعنى الفني لا التاريخي، وإن كانت الأصولُ التاريخية لهذه الواقعية موجودةً. وكأنما اقتصر دور الكاتبة على تصوير الواقع كما حدث حقًّا. والأمر ليس كذلك، فالأحداث هنا ممكنة الحدوث وإن كانت حدثت حقًّا، أو حدث ما يشابهها.
قد أعود إلى هذه النقطة وإنّما أحبّ أن أتوقّف عند الثنائيّات التي قامت عليها الرواية، وهي تقوم على المفارقة من جهة، وعلى التكامل من جهة ثانية. وهي كثيرة: شرق وغرب، ذكورة وأنوثة، الأنا والٱخر....
إن الفن الجميل هو الذي يستطيع توحيد المختلف وخلق الانسجام بين المفارَقات. وهذا ما نلمحه في رواية مها، إذ رصدت الصراعَ الوجوديّ في حركة التاريخ وفي حركة النفس والمجتمع، فكانت روايتها نموذجًا رفيعًا للتحليل النفسيّ والاجتماعيّ لا السياسيّ، وهو نموذج لا يخلو من المباشرة أحيانًا.
قلت إن حركة الواقع فرضت ذاتها على الرواية وعلى الكاتبة، وقلت إن المفارقة والصراع يحكمان في هذه الحركة. ولكن الصراع يصل أحيانا إلى طريق مسدودة. وهنا تنجح الكاتبة في الخروج من المأزق عبر الحلم. فكانت الأحلام تسعفها بالحلول. وهكذا وجدنا أنفسنا أمام ثنائية جديدة هي ثنائية الحلم والواقع.
أمران كانت الروائية ومعها الأبطال يواجهون بهما الواقع المأزوم، وهما الحلم كما ذكرت، والبكاء أو النواح الذي كاد يضفي على الشخصيات سمة سلبية. ولعل ذلك كان مقصودا، ربما، لتتمكن الكاتبة فيما بعد من أن تجعل بطلها نديم ومعه حياة البطلة الأولى، وجمان البطلة الثانية، من أن يتجاوزوا الأحلام والنواح إلى رسم سبيل الخلاص.
ولعلنا لاحظنا أن اسم البطلة الأولى هو حياة، وهي حقا رمز الأمومة والحياة. أما نديم فهو حقا النديم اللطيف، نديم حياة ونديم غالب ونديم ديمة وجمان. وهذه أي جمان كانت لؤلؤة الرواية، ومنها أخذَت الرواية اسمها. فقد تمكنت عبر سلسلة طويلة من المعاناة من السيطرة على دفة حياتها لتصل سفينتُها إلى ميناء الخلاص بمساعدة نديم وغالب وحياة وديمة وكل من كان معهم.
إنّ الرواية التي بين أيدينا تقول أشياء كثيرة كان بإمكان الكاتبة أن تُفرد لكل منها رواية أو قصة، ولكنها شاءت أن تتناولها كلها معا، فأثقلت على نفسها وعلى القارئ، إذ يجد نفسه يلهث مع الكاتبة في النصف الثاني من العمل ليستعجل الأحداث وليقف على النهايات.
وقد كانت الكاتبة جريئة في خوض موضوعات مسكوت عنها: كالدعارة، والهجرة اللاشرعية، والتبني، والحب المستحيل...
على أن أمورا كثيرة يمكن أن تستوقف القارئ في هذه الرواية أحب أن أجملها فيما يلي:
١. الرواية هنا ليست للتسلية وحسب، وإنما تحمل رسالة ندبت مها نفسها لها في ما تكتب، وفي نشاطاتها الاجتماعية. إنها رسالة المحبة الخالصة.
٢. التنويع اللغوي بين الفصحى والعامية بما يتناسب وطبيعة السرد والسارد والمسرود.
٣. غياب الهوية الدينية، كما المكانية، عن الشخصيات. ولكننا مع ذلك نلمح تناصًّا في بعض الأحيان مع نصوص من الطقس البيزنطي والمزامير...
٤. الرواية تتناول بمهارة العلاقات الزوجية والأسرية، وعلاقات الجوار، فترصد الأحوال وتقترح الحلول.
٥. لم تغب النسوية عن الرواية، فالعنصر النسائي كان غالبا، فضلا عن كون الكاتبة امرأة تجيد اللعب بخيوط شخصياتها.. وكأنما أرادت أن تقول إن الخلاص امرأة.
٦. لم تغب الحكمة عن النص، وإن كانت حكمة مباشرة في كثير من الأحيان.
٧. الرواية ترصد بامتياز عوالم شخصياتها النفسية، والصراع القاسي بين الأنا والأنا، والأنا والٱخر. ولكنها تتمكن من اقتراح الحلول.
٨. الرواية رحلة بحث عن الخلاص. وهو سؤال وجودي شغلت الروائية نفسها به، كما صرحت مرارا بأنه غايتها.
٩. ولعل أجملَ ما في رصد واقع المومسات حديثُهن عن أنفسهن. وهنا تتكشّف الشخصيات على حقيقتها. فلئن كان الواقع القاسي دفعهن إلى امتهان الدعارة، نجد بعضهن يختارها حبا ورغبة: عاهرة بفلوس خير من عاهرة ببلاش عند زوج ساقط.
١٠. وهذا ما يدعونا إلى الوقوف قليلا عند المسألة الجنسية في الرواية. فقد لامسَتها الكاتبة سردًا ووصفًا، في حذرٍ، مِن غير أن تنزلق في روايتها نحو الإباحيّة.
١١. وإذا كانت الرواية تطرح بعض التساؤلات الفلسفية فإن التحليل النفسي يجد فيها ميدانا لتطبيق ٱلياته، كما يجد علم الجمال أيضا فيها غايته من خلال الفن التشكيلي الذي برعت فيه حياة، فساهم في تطوير الأحداث وحلها. والأمر نفسه يمكن قوله عن التحليل الاجتماعيّ وتطبيقه على الرواية.
١٢. لا بد أيضا من ملاحظة إفادة الكاتبة من الأساطير، ولا سيما السورية منها. أكان ذلك لهدف ما أم مجرد استعراض ثقافي؟ وهو ما نجده أيضا في ذكر نيتشه وفرويد وغيرهما...
١٣. وأشير في هذا المقام إلى ما عرضت له الرواية ممّا يخص موضوع التقمّص، وذلك مِن خلال شخص نديم، الذي رأت فيه حياة ابنها الراحل الذي بقيت تحلم به إلى أن تجسد لديها فيه، فصادقته وأحبّته.
١٤. الرواية أنثويّة بجدارة، فهي مكتوبة بعواطف امرأة، والبطولة فيها لامرأة. وهو ما جعل قيَم الحب والحنان تطغى عليها منذ الصفحات الأولى، حيث تهديها الكاتبة إلى ولدَيها وأخواتها ووالديها، كما تُصدّرها بقصيدة للشاعرة ليلى مقدسي.
١٥. وما دمنا نتحدث عن البعد النسائي جدير بنا الوقوف عند المناورة بين الرجال والنساء في الرواية، وأصول مخاطبة المرأة كما هي تريد (حتى تمنّيتُ لو قرأتها قبلَ أربعين عامًا)، فضلا عن الدخول إلى عالم المرأة والمسكوت عنه لديها.
١٦. تقع الرواية في أربعين مشهدًا، ولا أقول فصلا، مما أتاح للكاتبة حرية الانتقال بين الأحداث، كما نجّى القارئ من رتابة السرد والملل. فكان ذلك عاملَ تشويق يُسجَّل للكاتبة.
١٧. إن كل قضية لامستها تصلح لأن تُخصَّص بدراسة مستقلة. وهذا غنى الرواية.
١٨. وأَختم هذه المداخلة بقول الشاعر:
عيونُ المَها بين الأَمِركانِ والبَحرِ جلبنَ الهوى مِن حيثُ أَدري ولا أَدري
فهل تدرون؟
أَخبروا مها.
د. وحيد كبابة
المصير.. شموس لن تغيب للكاتبة مهى قباني
المصير.. شموس لن تغيب رواية للكاتبة مهى قباني من اللاذقية صدرت عام ٢٠٢٢م عن دار دال للنشر والتوزيع
تحتفي الكاتبة مهى قباني بالحب الصادق والنبيل بكل اشكاله. الحب بين العشاق والاصدقاء وحب الوطن، تبحث دائما عن القيم المثالية في المجتمع،، وعن حل مشكلاته.
في روايتها المصير.. شموس لن تغيب تجتمع عدة نساء في ظروف اجتماعية مختلفة في سيارة تسافر إلى الآردن، من خلال الحوارات بين النساءنكتشف حكايات المجتمع سلام التي تنتظر فارس الاحلام وعمرها ٣٥عاما، تلتقي بجاد سائق السيارة، وتبدأ قصة الحب رغم فارق السن بينهما الذي يبلغ خمس سنوات، ينتصر الحب على الظروف ويرتبطان، منى الارملة التي كرست حياتها لتربية اولادها، وسناءالمطلقة التي كرست حياتها لتربية ابنتيها، وحين حاولت ان تبدأ حياة جديدة خذلها الشخص الذي احبته، ولم تستطع نسيانه، وكريمة التي تزوجت زواجا تقليديا، ولاتحب زوجها، وتعيش حالة فراغ عاطفي. من خلال النقاشات والخلافات بين السيدات تتبلور الصداقة بينهن والتي تستمر بعد عودتهن إلى اللاذقية. تؤدي العلاقات بين السيدات إلى ارتباطات جدية لأولادهن، وإلى تغير في وجهات النظر لديهن . تطرح الكاتبة مشكلة الزواج من دينين مختلفين، وردود افعال المجتمع والأهل حول ذلك، وتطرح معاناة النساء في المجتمع، وتحاول ان تزرع الامل والتفاؤل في روايتها، وان تجد حلولا للمشاكل التي تصادف بطلات الرواية. تطرح معاناة المرأة المطلقة والارملة وظلم المجتمع للنساء، تطرح مشكلة الزواج حين تكون المرأة اكبر من الرجل، تطرح مشكلة تدخل الاهل بين الحبيبين بسبب الفارق في وجهات النظر وطريقة الحياة. تناقش الكاتبة تناقضات المجتمع، وتناقضات الأفراد من خلال السرد السلس والمعبر ، والحوارات الشيقة، والمونولوج الداخلي، وتحلل نفسية المراة، وتكشف عالمها الداخلي، ومعاناتها مع نفسها، ومع المجتمع. والكاتبة متفائلة، كل المشاكل يمكن ان تحل لديها بالتفاهم والوعي والحب، تقدم العقدة، وتطرح الحل. اسلوب الكاتبة رشيق وسلس وفيه شاعرية أخاذة حين يتطلب الموقف ذلك، وعالمها الروائي غني بالأحداث والمواقف الدرامية، وتصلح روايتها عملا دراميا، فشخصياتها مركبة تتطور وتتغير مع تغير الظروف وزيادة الوعي، وعنصر التشويق واضح في الرواية، فنحن نتشوق لمعرفة نهاية الاحداث. كانت هذه لمحة موجزة عن الرواية لا تغني عن قراءتها.
ندى الدانا- حلب
كتب الباحث و المؤرخ و الناقد بسام جبلاوي مشكور و جدا ما يلي :
ما المصير الذي آل إليه مصير أبطال الرواية في .. شموس لن تغيب ..؟
ليس ثمة شك أن الروائية المتألقة مهى قباني بيراعها الساحر غزلت من رحم الواقع أكثر من رواية في رواية واحدة ثم نسجتها في مصير واحد على الرغم من تعدد دروب الحياة، إلا ان الخيال الخصب للروائية قباني التي سبق وقدمت رواية " عائدة " قادرة ولا ريب أن تقدم سبيكة براقة أخرى تمنح القراء متعة المشاهدة بالمطالعة، وهي تنزع من القارئ بهدوء ما يصبو إليه حيناً وما يفاجأه أحياناً أخرى لما لا يتوقعه وهذا وليد حبكة تتناسل من حبكة أخرى لتترى غيرها على بساط الرواية المليء بالأحداث المتسارعة والأفكار المتوهجة بتناقضاتها وإشكالياتها مما يثير الفوضى والشغب فوق ذلك البساط، وببراعة مدهشة تمسك الكاتبة بتلاليب تلك الأحداث وتسبكها في سياق الرواية بما لا يخطر على البال وكأنها ألغاز استعصى على الجميع حلها، وعندما آلت إلى مصيرها بحلول عجائبية، وهذا لا يعني أنها اختراق للمقدس أو تمزيق للحرمات، بمقدار ما هي حلول بمتناول الإنسان متى عمل العقل عمله تقدمها الروائية للقراء بكل شفافية في لغة سلسة وعبارات رشيقة، جميلة، تضج بالألوان وكأنها إناء من الكريستال .
مباركة أعمالك الأدبية الراقية .. الروائية المتألقة مهى قباني .
مبارك لللاذقية من يسكب من جمال طبيعتها وأسرار بحرها ..، مبارك أيتها الأديبة مداد يراعك المتألق وفكرك المتوقد .. مهى قباني؛ مبارك لك ِ ولنا ( المصير .. شموس لن تغيب )
في صباح أحد الأيام و في تمام الساعة السادسة شعرت عايدة باختناقٍ شديدٍ ، ارتدت ملابسها و خرجت الى الشارع ، كانت الدموع تنسكب بغزارة على وجنتيها ، لقد كانت تبكي على كل شيءٍ في بلدها ، على الناس المقهورة و على الأمهات المفجوعة . استندت على جدار حديقة أحد المنازل لأنها شعرت بالدوار ..انها تسمع صوت بكاء الاطفال و النساء بينما كانوا يغرقون في بحار الغربة ... كم تغيرت وجوه الناس .. ازداد الدوار و بدأت تتقيأ..'
أصبح بحر إيجة اسما كريها بالنسبة لي ..كم فقدنا أحبابا و كم توجعنا على فراقهم الأبدي..إن الحرب يا أصدقاء عديمة الرحمة ، تبدأ بالحجر و من ثم بالبشر و في النهاية بالجوع و العطش
متى ستشفى يا وطني الحبيب ؟
هذه حقيقة مؤلمة ..لقد انقسم المجتمع إلى أغنياء و فقراء أما الطبقة الوسطى فقد اندثرت و تلاشت و هذا زاد من حدة الانقسام الطبقي في المجتمع السوري ..المجتمع الذي يعاني كل صنوف العذابات من الفقر الى الغربة في الوطن وصلا للقهر و التفرقة .إن مفرزات الحرب لا يمكن ضبطها الا بناس شرفاء أوفياء للبلد و الوطن
تفلت دمعة كبيرة من عينه فيخجل من نفسه يتقلب في فراشه يحاول أن يغفو. لكن عيناه تأبى الاستسلام و قلبه الموجوع يصرخ بصمت فوجعه أقوى من كل شيء إنه وجع ثلاثي الأبعاد وطنه، أمه، حبيبته
لا أعتقد أن الرجل ممنوع من البكاء ..لقد زرعوا في عقله عبر الزمن.. و هذا برأي اضطهاد.. أنه من المعيب أن يبكي عند الألم .. لكن زياد بكى ليس جبنا بل حزنا على أحلامه و وطنه و أحبائه
كم من الناس بكت خلال العشر سنين الماضية ..كم من أحلام استشهدت ..كم من حقوق ذبحت و كم من الأفراح سفك دمها. لكن يبقى الوفاء سيد الأكوان و تاج الشرفاء
غضبت عايدة بشدة قالت لزياد بكل صراحة بأنها لا تطيق عدوانيته تجاه أيمن و عليه احترام الرأي الآخر'. هل نحن مثل عايدة؟ نحترم الرأي الآخر أو تربينا على رفض الآخر و كرهه و البعد عنه . الحياة تربية و نحن في دول العالم الثالث لا زلنا بدون تربية اجتماعية و دينية بمعنى من ليس منا فهو علينا . هيا نربي الأجيال القادمة على حب المختلف و نزرع الورد بدلا من الشوك في وجه الآخر
كتب الباحث و المؤرخ بسام جبلاوي عن رواية عائدة
عائدة : رواية عاطفية بإمتياز ، لكنها بالمقابل تصنف من روايات أدب الحرب ، هذه الحرب التي بعثرت أكثر شباب الوطن ، فهي أيضاً رواية وطنية اقتبست أحداثها من الواقع ، مما جعلها من الأدب الواقعي الذي يلامس هموم الناس وتطلعاتهم في الحياة ، هذه التطلعات التي قصفتها ألسنة اللهب في محاولاتها الشريرة لقضم ضياء الفجر ويأبى الفجر احتراقاً ، وهو يمد إشعاعه في رحاب الأرض الطيبة ممزقاً سكون العتمة ، ليمتد نسغ حياة في شرايين أبطال رواية عائدة ، لمؤلفتها الروائية مهى قباني
عايدة ( الوطن ) التي تنافس في حبها كل من زياد ، وباسم ، وأيمن ، كلٍ على طريقته في العشق والغرام والهيام ، محاولاً الفوز بها ، في الوقت الذي لا تمنح فيه حبها ، إلا لمن تعلق به شغاف قلبها ، أليس من القلب إلى القلب سبيلا .
عايدة ( الأرض الطيبة ) ، الخصبة ، لا يجني زهوة ثمارها إلا من كان أفضل الزراع غرساً ، وأسبق الزراع في نثر بذوره ضمن رحمها الخصب النقي .
ولما كان القلب النابض للرواية يتجلى في الحبكة التي تعجها بأحداث الحياة فإن حبكة ( عائدة ) تشد جمهور القراء بالمصادفة التي تجمع رجلاً بلغ من العمر عتياً مع أنثى في وهج الصبا ، تلج بخطواتها الأولى عتبة الحياة ، والفارق أجيال ، لا سيما وأن كل منهما على نقيض الآخر ، حيث ينتمي الكهل إلى طبقة تختلف عن الأخرى ، فالأول رمز المجتمع الثري ، أما الصبية التي لا تملك سوى بنطالٍ جينز وحيد ، ترتديه كل يوم مع بلوزة مهترئة ، تبدلها أحياناً بأخرى بالية ، هي رمز المجتمع الفقير الذي يكدح رب الاسرة فيه ، ليله ونهاره لتأمين قوت بيته اليومي ؛ ومن هذه الحبكة تحبك الرواية أحداثها في حماس الشباب للتحصيل العلمي ، وتشكيلات أحلامهم لبناء مستقبلهم ، وسط تيار الحب العاصف فيما بينهم ، أو أقرانهم ( شباب وصبايا ) في بانوراما جميلة ، تتضوع عذوبة وبهاء خلال مسار لقاءاتهم المتكررة ، سواءً في رحاب الجامعة أو حدائق المدينة ، وشوارعها المستطيلة ، وربما في أزقتها الضيقة التي لم تنجُو بدورها من حمم الإرهاب الأسود ؛ مما أطلق العنان ليراع الكاتبة في غزل كلمات روايتها بمفرداتها الرشيقة لتبدو في نسيجها وكأنها سجادة من فسيفساء ، تروي حكاية وطن ، تشبث أبناؤه في الدفاع عنه ، وقد شكلوا حزاماً أخضراً كأشجار السرو الشامخة ، تصد الرياح وعواصف التراب ، هكذا أبناء الوطن والوطن الذي يغير اتجاه الريح وهو يدافع عن البشرية جمعاء ، ضد كل شذاذي الآفاق .
( عائدة ) رواية لروائية ترفع لها القبعة
اللاذقية : ١٣ نيسان ٢٠٢١
☆ بسام جبلاوي
مناقشة رواية عائدة في جمعية العاديات باللاذقية
الأربعاء ٢١٤٢٠٢١م
للكاتبة ( مها قباني )
رواية "عائدة " للكاتبة اللاذقانية " مها قباني " ، رواية في مئة وإحدى عشرة صفحة من القطع المتوسط ، عالجت فيها الكاتبة همّا وطنياً بامتياز، من خلال قصة عاطفية بين شخصيتي عايدة وزياد ، وثّقت الكاتبة في روايتها حالتي الفقر والقهر السائدتين لدى فترة زمنية صعبة عاشتها سورية أثناء الحرب العالمية عليها بين سنتي ( ٢٠١١_٢٠٢١ م) ووصّفت حالة الشباب وطموحاتهم التي توأد قبل أن تنضج و تكبر .. علاقة حب نقية ، تنشأ بين عايدة وزياد ، تقف حواجز الفقر قاسية في وجههما هما الاثنان ، وعبر حوادث كثيرة وعقد وحبكات في الرواية يسمو حب الوطن على الحب الشخصي ، يسمو الإيثار على الأثرة ، فيذهب زياد للذود عن حياض وطنه المرهق بالجراحات والغدر والخيانة ، وتبدأ رحلة العذاب لدى عايدة في انتظار من تحب وهي تعاني شوقاً وحنيناً ... حبها لزياد ثابت ، لم تنقصه الأيام ولا الظروف ولا المغريات ، كثيرون أحبوا عايدة ، أيمن ، باسم ، لكنها بقيت مخلصة لمن تحب وهو زياد ..
* بأسلوب القصّ ، السهل البسيط ،المعتمد على الوضوح والمباشرة والتفصيل ، كتبت مها قباني روايتها " عائدة" ، مستخدمة السرد، والسرد المباشر غالباً ، يظهر ذلك في قول الكاتبة في روايتها : " وانقسم الناس إلى مؤيد ومعارض وحيادي ،" أي رمادي بشع " " ص ٣١ وتقول في موضع آخر :" في ١٥ آذار من عام ٢٠١١م بدأ أول حِراك في سورية " ص٣١ ...قصة حب وأحداث لها وقعها في ذاكرتنا وكأنها أحداث كنا على علم بها قبل قراءتها ، وكأنها فيلم مرّت أحداثه أمامنا ، وشاهدناه بشوق، وتأثرنا بمشاهده كثيراً، كل هذا يلحظه القارئ بسهولة ، ويشعر به بين ثنايا السطور والكلمات في الرواية ... ولكن ما أريد التحدث عنه شيء آخر ، الكاتبة اختارت أن تكتب قصة حب بين شاب وفتاة يتخللها وطن مجروح مُدّمى ، وكأنها أرادت الرمز، وليست القصة العاطفيةبحدّ ذاتها ، فعائدة هي رمز لهذه الأرض الطيبة الخيّرة المعطاء، الوفية، الصادقة، النقية، المحبة، هي رمز للبذرة التي لا تموت . ودليل ذلك وفاؤها لزياد رغم كل المغريات ، وحبها لأبيها وأمها ،وخوفها عليهما إذا هي سافرت وتركتهما وحيدين ، ثم احترامها للآخرين ومنهم أيمن الذي أحبها ، وكانت مشاجرة زياد معه لأكثر من مرة بسبب حبه لها ، وكانت ترفض طريقة زياد في التعامل معه بطريقة غير لائقة ، وعلاقتها بجيرانها كالعم ناجي، شذا ، والدا زياد ، أما عن شخصية زياد؛ فهو رمز للتضحية والحب ، رمز لذاك الجندي المحب المخلص لوطنه ، لقد آثر وطنه على حبيبته ، كان وفيا لأمه فلم ينسَ أن يردد كل يوم في المعتقل " دعواتك يا أمي " ، ولم ينسَ أن يردد كل يوم رقم هاتف عايدة كي لاينساه .... كذلك عرضت الكاتبة في روايتها للثنائيات التي تشكل محور حياتنا كبشر ؛ كالفقر والغنى ، والحب والكره ، الأنانية والإيثار .. فأخت عايدة " نور " لم تكن كأختها ، و" باسم " الغني لم يكن كزياد أو مجد أو أيمن الفقراء ، وحياة العم ناجي لم تكن كحياة أغلب الأسر الفقيرة المشردة .. عبرت الكاتبة عن ذلك بقولها :" هل أبناء الأغنياء مُطالبون بنفس الحقوق التي يطالب بها أبناء الفقراء ؟ هل يدافعون عن حمى الأوطان ؟ هل يستشهدون كما يستشهد الفقراء ؟ " ص٣٩ ، كذلك اوردت ثنائية " الشرق والغرب " فكان الترميز عندما أضفت الحزن من جهة الغرب " باسم ، نور " ، والانفراج والتفاؤل من جهة الشرق " عايدة وزياد " ، ويظهر هذا التفاؤل أيضا من خلال اللقاء الأخير بين عايدة وزياد حيث كانت الشمس تعلو بينهما ....
* ولعل من جميل ما طرحته الكاتبة هو حوار زياد مع الحارس المسلح الذي كان يعذبه في المعتقل ، عندما سمعه يقول " دعواتك يا امي " ، وقدرة زياد على احتواء الحارس وإكمال الحديث معه ، ثم إقناعه بمحبة أمه له وليس كرهها له . وهذا ينمّ عن رؤية إيجابية لدى الكاتبة ، فهي تطرح إمكانية الحوار بين الطرفين ، " الموالي والمعارض " ، وإمكانية الاحتواء والتسامح ، خاصة أنّ ظروف الحارس كانت كفيلة أن تجعله ينحرف وينضم لمجموعة مسلحة لايؤمن بما تقوم به .. وجهة نظر عرضتها الكاتبة بأسلوب جميل من خلال حوار معبر بين الاثنين تقول : " وما زالت دموعه تنهمر وتنهمر حتى التقت بدموع المسلح في خط واحد لتصبّا سوية على تراب الوطن فوق نبتة كانت قد يبست بسبب قسوة وفراق أبناء هذا الوطن ، فجأة تحولت النبتة اليابسة الحزينة إلى خضراء ضاحكة مبشرة بمستقبل واعد " ص ٨٣ .. هذه هي رؤية الكاتبة بأنّ أبناء هذا الوطن من منبت طيب ، اختلفوا بسبب الظروف التي حصلت لكل واحد منهم . وإن كنتُ أنتظر وأنا أقرأ الرواية أن تبين…
عايدة " اهذا هو الجيل الذي يقال عنه انه ضائع ؟ لا اعتقد ابدا .. هو جيل يحتاج لمن يفهم تطلعاته، اهدافه و رغباته. ان الاشياء والاشخاص تفسد في المكان الفاسد." انا اشفق على هذا الجيل لأنه يعيش الصراعات السياسية و الدينية و الاخلاقية . ان الكبت هو اكبر مصدر للفساد الاخلاقي. اسمحوا لهذا الجيل ان يعبر عن نفسه بصدق و بدون خوف، ابتعدوا عن ادانة اي احد و افسحوا مجال للنور ان يدخل قلوبهم
" كم هي قاسية الحياة و كم يتعذب الانسان و هو على قيدها، حز بقلبها هجرة اولاده و بقائه وحيدا.. كل ماله لا يعوضه عن الغياب," ان غياب الاحباب امر فيه من الألم ما يحرق الروح، نحن لا نكتمل الا بوجود من نحب حولنا.. في هذه القطعة أردت القول ان الهجرة مهما كانت ضرورية و نافعة، لكن في نفس الوقت موجعة لقلب الاحباب، اهل ام أصدقاء و حتى المغادر نفسه سيشعر بالم الغربة حين يكبر بالعمر و في اللاشعور قد يشعر البعض بتعذيب الضمير.. فكرة التخلي قد ترهق الكثيرين و مهما كابر المهاجر، سينال الشوق منه و قد يتعبه. وصلنا الى زمن لم يعد احد يشعر باحد، لكن الزمن هو المعلم الوحيد- لا يكلمك الا و العصا في يده
اتمنى للجميع الراحة و الرضا
كل الأشياء حولنا في حالة انتظار..فصخور البحر تنتظر وصول الأمواج إليها كي تعانقها... الأشجار تنتظر هطول الأمطار كي يتسامروا... الأغصان تنتظر عودة الطيور كي تعشش فيها.. فتكون لها حضنا دافئا جميلا... الجبال تنتظر هطول الثلوج كي تطهر كبريائها... الأودية تنتظر ذوبان الثلوج و مسيرة عودتها الى أحضانها... قلمي...ينتظر يدي كي تمتد إليه لأبدأ برسم شيء يشبه جسد قصيدة... إن فعلت..و فاض قلبي.... سأبدأ برسم الروح.... فأنا مختصة بالأرواح و الألوان... لكن الروح أيضا في حالة انتظار... فهي تنتظر وصول العشاق الى سطورها... أين أنتم أيها العشاق..تعالوا... لتشعلوا في الحروف حرائق...و حدائق.. فما نفع القصيدة ان غاب الحب عن محرابها...و انطفىء لهيب الشوق في مواقدها ؟... أسكروا القصيدة بالنكتار.. بهمسة عشق كي تشتعل..فتضاء..و تتلون بلون الجمر..و الخمر...و النار... و انت يا أيها الجالس في غرفة الإنتظار.. قريبا ستنتظر في غرفة الانعاش ..وسأرسل لك باقة من الكلمات مربوطة بشريط من الساتان.. ضعها في الماء فهي أيضا تحب الإنتظار... أنا أيضا أنتظر.. و أثناء إنتظاري أحب.. أتوجع.. أموت.. و ثم أنهض... أنهض كي أنتظر من جديد... و في كل انتظار يرافقني سحر عيناك... فهل هذا يسمى إنتظار؟؟
Introductory Paragraph | Aida
"Not all cities are good places for love and death. Some of them have chosen the narrow roads that lead to the gates of salvation, while others are destined by gods to have their own conviction. Therefore, they have closed those gates. Two equal and repulsive powers: the love of power and the power of love."
شرح الفقرة الاستهلالية | عائدة
"ليست كل المدن ملاعب للحب و الموت. بعضها اختار البوابات الضيقة التي تؤدي الى الخلاص و أخرى كتبت لها الآلهة أن تعيش النعيم ، نعيمها باغلاق تلك البوابات. قوتان متساويتان متنافرتان ، حب القوة و قوة الحب ". عائدة قصدت القول بان بعض المدن غير صالحة للحب لأنها كرهته و اعتمدت البغض و الحقد بينما مدن أخرى غير صالحة للموت و الموت هنا رمز للحروب و الكره..و السبب أنها مدن تعشق الحياة و المحبة . ان البوابات الضيقة هي الحلول الصعبة التي تحتاج جهد كبير..لكن من يصبر يصل..و من لا يصبر و لا يكافح لا يصل بالنهاية الى أي مطرح..إنه خامل تماما. قوة الحب تحررنا أما حب القوة تحولنا الى أشباه بشر..
خطابي في حفلة توقيع عائدة
الكل يسأل لماذا الآن أكتب و أنشر. أقول لم أكتب و أنا في مقتبل العمر لأسباب كثيرة أولها كنت مشغولة بقصص الحب الفاشلة. ثانيا الزواج حيث لا أقلام و لا أوراق فقط مسؤوليات. ثالثا واجب الأمومة المقدس و العمل شغلاني ليلا نهارا. و بعد أن مرت الايام و السنون و فرغت من كل المسؤوليات وقعت في فخ اسمه عتاب و غضب. عاتبت الحياة على كل شيء على الفراق و على المرض و على الغياب و عذبني هذا الشعور. لكن مع مرور الأيام أصبح لدي مناعة و قناعة. مناعة ضد مصاعب الحياة وضد الخبرات السابقة و قناعة أن كل شيء حدث و يحدث هو لصالحنا. ثم أتت فكرة الكتابة، كتابة الخواطر و من ثم تطورت. حين بدأت بكتابة روايتي و منذ السطر الأول أدركت أني قد تصالحت مع الحياة و مع الحب. نسيت الماضي أي الجزء المؤلم منه أو على الأقل قبلته كما هو و انطلقت. في بداية الحرب على سوريا أصابني نوع من الصدمة و الحزن مثل الجميع. في البداية كنت على يقين أن سوريا بكل تنوعها و تاريخها العريق لا يمكن أن تموت. لكن لاحقا بدأ الشك يتغلغل في كل شيء و من هنا أتت فكرة الرواية. كثر غادروا الوطن لكن أيضا كثر بقوا و ضحوا و تحملوا الصعوبات و لا زلنا نتحمل. ربما الأيام ستنصفنا. عائدة ليست رواية فقط إنها روح... روح تسكن كل الأفراد العاشقين لكل تفاصيل الحياة و للأشخاص الذين يتعلقون بالمكان و ذكرياته و أشخاصه. إنه الوطن بصورته الطوباوية الأفلاطونية فوق المنطقية لن أتطرق للسياسة إنها تجرحني كانسانة تعشق الحق و الحرية أنا نظيفة و السياسة قذرة. لذلك بقيت في كتابي في وضع الحياد. ليس هناك في الحياة شيء ثابت هناك الكثير من الأضداد. فالمخلص قد يخون و الخائن قد يخلص. البعيد قد يقترب والقريب قد يبتعد. الناجح قد يفشل و الفاشل قد ينجح. المتكبر قد ينكسر له جناح و المكسور بالخذلان قد ينمو له جناحان و يحلق. الحياة ليست أبيض أو أسود فقط إنها كل الألوان. لذلك لا تدين كي لا تدان.